تسلا تُشعل المنافسة في السعودية.. هل تصمد أمام عمالقة السيارات الكهربائية؟
Yasine Mahmoud
ستجد فى هذا المقال
تسلا تُشعل المنافسة في السعودية.. هل تصمد أمام عمالقة السيارات الكهربائية؟
تسلا تُشعل المنافسة في السعودية.. هل تصمد أمام عمالقة السيارات الكهربائية؟
تسلا تُشعل المنافسة في السعودية.. هل تصمد أمام عمالقة السيارات الكهربائية؟
تسلا تبدأ رسميًا عملياتها في السعودية.. توسع استراتيجي في سوق السيارات الكهربائية
شهد شهر أبريل 2025 انطلاقة رسمية لعمليات شركة تسلا في المملكة العربية السعودية، في خطوة تمثل توسعًا استراتيجيًا في أحد أبرز الأسواق الناشئة في مجال التنقل الكهربائي. ويعكس هذا التوجه رغبة الشركة في الاستفادة من تنامي الطلب المحلي على السيارات الكهربائية، ودعم المملكة للتحول نحو الطاقة النظيفة.
وكشفت تسلا عن خطة شاملة لدخول السوق السعودي، تتضمن إتاحة شراء سياراتها مباشرة عبر الإنترنت، إلى جانب افتتاح صالات عرض تفاعلية في مواقع استراتيجية مثل المراكز التجارية الكبرى، لتمكين العملاء من استكشاف وتجربة أحدث طرازات الشركة.
كما تشمل الخطة بناء شبكة حديثة من محطات الشحن لتسهيل التنقل وتوفير تجربة استخدام متكاملة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز صيانة وخدمة متخصصة لدعم مالكي سيارات تسلا وتقديم خدمات ما بعد البيع بجودة عالية.
وفي إعلان لافت، أكدت الشركة أنها ستطرح شاحنتها الكهربائية الشهيرة Cybertruck لأول مرة خارج أمريكا الشمالية، حيث ستبدأ بيعها في السعودية إلى جانب الإمارات وقطر، مع توقعات ببدء التسليم للعملاء في نهاية عام 2025، وفق ما ورد على الموقع الرسمي لتسلا.
تسلا تواجه تحديات عالمية ومنافسة محلية شرسة في السوق السعودي
وتأتي هذه الخطوة التوسعية من تسلا في وقت تواجه فيه الشركة تحديات ملموسة على الصعيد العالمي، أبرزها تباطؤ نسب النمو وزيادة حدة المنافسة في الأسواق المتقدمة، ما يدفعها إلى البحث عن آفاق جديدة للنمو في مناطق ذات إمكانات واعدة مثل الشرق الأوسط.
في المقابل، تتناغم هذه الانطلاقة مع جهود المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، والتي تسعى إلى تنويع الاقتصاد، وتوطين صناعة السيارات الكهربائية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. ويُعد دخول تسلا إلى السوق السعودي مؤشرًا إضافيًا على تسارع التحول نحو الطاقة المستدامة في المملكة.
غير أن طريق تسلا في السعودية لن يكون مفروشًا بالورود؛ إذ تواجه منافسة شرسة من لاعبين محليين ودوليين يتمتعون بدعم مؤسسي قوي ومكانة راسخة في السوق. من أبرز هؤلاء:
شركة لوسيد موتورز (Lucid): التي تستثمر فيها المملكة بشكل كبير، وقد افتتحت في سبتمبر 2023 أول منشأة لتصنيع السيارات الكهربائية على الأراضي السعودية، مما يمنحها تفوقًا في سلسلة التوريد والدعم اللوجستي، إلى جانب قربها من المستهلك المحلي.
شركة سير (Ceer): أول علامة تجارية وطنية سعودية للسيارات الكهربائية، والتي تأسست كمشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة فوكسكون التايوانية. وتحظى “سير” بزخم كبير بفضل الدعم الحكومي ورؤية واضحة لتمثيل الصناعة السعودية في هذا القطاع المتسارع.
وفي ظل هذا المشهد الديناميكي، سيكون على تسلا أن تكيّف استراتيجيتها لتثبت نفسها بين المنافسين، وتُظهر قدرتها على تقديم قيمة مضافة تتجاوز مجرد العلامة التجارية العالمية.
تسلا في السوق السعودي: التحديات والفرص في ظل المنافسة القوية
في الآونة الأخيرة، تمكنت شركة (BYD) الصينية من التفوق على تسلا في حجم مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، مما يعكس قوتها التنافسية وقدرتها على التوسع في أسواق مختلفة، بما في ذلك السوق السعودي.
ومع تزايد عدد اللاعبين الجدد في هذا القطاع، تتصاعد التساؤلات حول قدرة تسلا على التكيف والمنافسة بفعالية في السوق السعودي. هذا السوق الذي يشهد تحولات كبيرة ويزداد فيه عدد المنافسين، مما يجعل من الصعب على الشركات التقليدية فرض هيمنتها كما كان في السابق.
دخول تسلا إلى السوق السعودي:
لقد تأخر دخول تسلا إلى السوق السعودي لفترة طويلة، حيث يأتي هذا التوسع بعد سنوات من دخول الشركة أسواقًا في المنطقة مثل الإمارات وقطر والأردن. وقد ربط العديد من المراقبين تأخر تسلا في دخول السعودية بأحداث سابقة، أبرزها الخلاف الذي تسربت تفاصيله بين إيلون ماسك، مؤسس تسلا، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي في عام 2018. هذا الخلاف كان يتعلق بصفقة استثمارية كان من المفترض أن يتخذ فيها الصندوق السعودي دورًا كبيرًا في دعم تسلا، في وقت كان فيه ماسك يخطط لتحويل الشركة إلى كيان خاص. وبالنهاية، أسفر هذا التوتر عن استثمار الصندوق في شركة لوسيد موتورز (Lucid Motors)، التي تعتبر منافسًا رئيسيًا لتسلا في قطاع السيارات الكهربائية الفاخرة، ليصبح الصندوق أكبر مستثمر في الشركة.
التحديات التي تواجه تسلا اليوم:
خلال السنوات الخمس الماضية، تغيرت المعطيات بشكل كبير. ففي السوق الأمريكي، تواجه تسلا تحديات جادة بسبب المواقف السياسية المثيرة للجدل التي تبناها إيلون ماسك، وهو ما أثر سلبًا على قيمتها السوقية التي شهدت انخفاضًا ملحوظًا في وقت قصير. هذا الانخفاض في القيمة شمل أيضًا تعرض مالكي سيارات تسلا لاعتداءات، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرات أمام معارض الشركة في العديد من المدن الأمريكية.
من جهة أخرى، فإن مبيعات شاحنة (Cybertruck) التي طال انتظارها لم تحقق التوقعات. ففي الربع الأول من عام 2025، لم تتجاوز مبيعات الشاحنة 6,406 وحدات، مقارنة بـ 12,991 وحدة في الربع الرابع من عام 2024. كما أفادت تقارير صحفية، بما في ذلك تقرير من صحيفة (Business Insider)، أن تسلا قد خفضت أهداف الإنتاج لهذه الشاحنة في مصنعها الضخم في تكساس.
في ظل هذه التحديات، يطرح السؤال: هل ستتمكن تسلا من النجاح في السوق السعودي الذي يزداد فيه التنافس؟ وكيف ستتأثر حصتها السوقية في هذا السوق الحيوي؟
التحديات والأرقام المخيبة لتسلا في سوق شاحنات (Cybertruck)
تشير البيانات الحديثة إلى أن تسلا تواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهدافها الخاصة بمبيعات شاحنة (Cybertruck). وفقًا لإشعار استدعاء صدر في مارس 2025، بلغ إجمالي عدد الشاحنات التي تم تسليمها حتى 20 مارس أقل من 50,000 وحدة، وهو رقم بعيد جدًا عن الأهداف التي وضعها إيلون ماسك قبل إطلاق الشاحنة في 2023. كانت الشركة تأمل في إنتاج 200,000 شاحنة سنويًا، في حين سجلت الشاحنة نحو 1.5 مليون حجز مسبق قبل إصدارها، حسبما ذكرت تقارير (Electrek).
وفي تعليقه على هذه الأرقام، وصف جلين ميرسر، رئيس شركة (GM Automotive) للاستشارات في مجال السيارات، النتائج الحالية بأنها “خيبة أمل شديدة”، مؤكدًا أنه لا يوجد وصف آخر لهذا الأداء سوى ذلك. هذه الأرقام تشكل تحديًا حقيقيًا لتسلا في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها في الأسواق العالمية.
فرص تسلا في السوق السعودي
في ظل هذه الظروف، يواجه إيلون ماسك تحديات جديدة في تعزيز علاقات شركته وتوسيع نطاق وجودها في أسواق جديدة وواعدة، مثل السوق السعودي. يمكن أن يمثل هذا السوق فرصة كبيرة لشركة تسلا لتعويض بعض الخسائر التي تكبدتها في أسواق أخرى، خاصة في أوروبا، حيث أثرت مواقف ماسك السياسية على إقبال العملاء على سيارات تسلا.
تتمثل أهمية دخول تسلا إلى السوق السعودي في توقيت هذه الخطوة التي تتزامن مع التحولات الكبيرة التي يشهدها السوق. فالعاصمة الرياض، بنموها السكاني والاقتصادي السريع، تمثل سوقًا محتملاً ضخمًا للسيارات الكهربائية. كما أن الهيئة الملكية لمدينة الرياض وضعت هدفًا طموحًا يتمثل في وصول نسبة السيارات الكهربائية إلى 30% من إجمالي السيارات في العاصمة بحلول عام 2030. هذا الهدف جزء من خطة شاملة لخفض الانبعاثات الكربونية في المدينة إلى النصف، وهو ما يشير إلى تحول هائل في قطاع التنقل في المملكة.
استعداد السوق السعودي للتحول نحو السيارات الكهربائية
ولفهم مدى استعداد السوق السعودي لهذا التحول الكبير، أظهر استطلاع رأي حديث أجرته شركة الاستشارات العالمية (أليكس بارتنرز) في عام 2024، أن 70% من سكان المملكة مهتمون بشراء السيارات الكهربائية. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير ليصل إلى 85% بحلول عام 2035. تُظهر هذه النتائج إمكانات كبيرة لنمو سوق السيارات الكهربائية في السعودية خلال السنوات القادمة، مما يشير إلى أن السوق السعودي قد يتجاوز الأسواق الأمريكية والأوروبية، التي تُعدّ حاليًا أكبر أسواق تسلا، والتي تشهد استقرارًا في رغبة المستهلكين بشراء هذا النوع من المركبات بنسبة تتراوح بين 35% و43% فقط.
هذه الفجوة تفتح أمام تسلا فرصة ذهبية لتأسيس سوق جديدة في منطقة واعدة، يمكن أن تنافس في حجمها وأهميتها الإستراتيجية أسواق تسلا الكبرى في أوروبا على المدى الطويل. كما أن هذا التوسع في السوق السعودي قد يُساهم بشكل فعّال في دعم نمو الشركة عالميًا.
التحديات التي تواجه تسلا في السوق السعودي
على الرغم من الفرص الكبيرة التي يتيحها السوق السعودي، فإن تسلا قد تكون من بين آخر الشركات التي تدخل السوق المحلي للسيارات الكهربائية، حيث سبقتها شركات أخرى مثل لوسيد، التي بدأت بتصنيع سياراتها محليًا في المملكة، بالإضافة إلى شركة سير، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة السعودي. هذا التوقيت قد يعقد مهمة تسلا في فرض نفسها كمنافس قوي في هذا السوق.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه تسلا تحديًا كبيرًا من شركة BYD الصينية، التي نجحت في إزاحة تسلا عن صدارة مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا. ومع تصاعد المنافسة، ستجد تسلا نفسها في مواجهة تحديات كبيرة للوصول إلى القمة في السوق السعودي.
تأثير تسلا على السوق السعودي:
لا يقتصر تأثير تسلا في السوق السعودي على بيع السيارات فقط، بل يمتد إلى تطوير البنية التحتية أيضًا. فمن خلال استثماراتها الضخمة في تطوير شبكات الشحن السريع، ستسهم تسلا في تحسين الوصول إلى هذه التقنية، مما يعزز من خيار السيارات الكهربائية كخيار عملي وجذاب للمستهلكين. هذا التطور في البنية التحتية سيكون له دور كبير في دفع السوق السعودي لتجاوز مرحلة التبني البطيء للسيارات الكهربائية، ويُسهم بشكل رئيسي في تسريع تحول السوق إلى التنقل المستدام.
من جانب آخر، سيسهم وجود تسلا في تحفيز المنافسين على تحسين عروضهم ومواكبة التطور التكنولوجي في صناعة السيارات الكهربائية، مما يفيد المستهلكين في النهاية من خلال تحسين الجودة والتنوع وزيادة الخيارات المتاحة لهم.
أخيراً:
بإجمال، يدخل السوق السعودي مرحلة جديدة ومتقدمة نحو التحول للطاقة المستدامة، وتحقيق أهداف التحول في قطاع النقل. تسلا، رغم التحديات التي قد تواجهها، تظل لاعبًا رئيسيًا يمكن أن يسهم في تشكيل مستقبل التنقل في المملكة، ويضع حجر الأساس لتطوير السوق بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.
و الى هنا إخوانى وأخواتى الأعزاء نكون قد أتممنا المهمة بنجاح ✌
صلوا عالحبيب قلوبكم تطيب وافعلوا الخير مهما كان صغيراً 🎯🌷
ولا تنسوا إخواننا فى كل مكان من دعائكم📌
وتقبلوا تحيات فريق #MWYC #المتحولون_رقمياً
كما يمكنكم الإطلاع على منتجات متجرنا من هنا 👈#متجرنا 🌷او هنا