في عام 1752، شاب اشتهر بين أهل قريته بحنكته واحتيااله وعشقه للرهان. سمع الشاب في ذلك اليوم من مكان عمله في القرية المجاورة، خبرا من تاجر جوال، وكان متأكدا أهل قريته ليسوا على علم به أبدا. هذا الخبر كان حدثا غريبا مفاجئا، لا بل استثنائيا. ولن يتكرر، وشخص بمكره وحنكته لا يمكن أن يدعه يمر مرور الكرام، يجب أن يستفيد منه.

قليلا، ثم لمعت الفكرة. خرج مسرعا، يركض في أزقة القرية، مناديا أهلها بأن يسرعوا ويجتمعوا في ساحة القرية، فقد أحضر لهم رهانا وتحدي الفوز به. مستحيل. ولكنه لن يخسره. وعند اجتماعهم خطب بهم قائلا أنتم تعشقون التحديات، وأغلبكم يتمنى أن أخسر ولو حتى رهانا واحدا. إن كنت مهتمين وتبحثون عن الرهان المستحيل، فقد جئتكم أنا به. أراهنكم بأنني أستطيع أن أرقص. أمامكم لاثنتي عشر يوما وليلة بشكل متواصل، دون أن أتوقف أبدا لأي سبب، لا لشرب، ولا حتى لأكل. إن كنتم تظنون أنه جنون، وأنه جسديا، من المستحيل أن أصمد وأنجح في ذلك. ضع أموالكم على هذا الرهان، إذا، وإن فزت به أصبحت لي. ضحك الجميع باستهزاء، ونظروا له نظرة المجنون، وقالوا لم لا؟ لعله يخسر هذه المرة، قال الشاب إذا موعدنا غدا في 2 من سبتمبر، سأبدأ الرقص ليلا، وسأنتهي في الرابع. وستشهدون أنتم على ذلك، وفعلا ربح هذا الشاب رهانه المستحيل من جديد، وسط ذهول أهل القرية. نعم، تحدي الرقص بشكل متواصل لاثنتي عشر يوما فاز به وشهد له الجميع بذلك ولم يعارضه أحد. وأموال الرهانات أصبحت له. وإن كنتم تبحثون الآن عن حل لهذا اللغز فخذوا نفسا عميقا وأنصتوا جيدا، لأن الإجابة تكمن في قضية عالمية. قديمة وحقيقية، تخفي جدلا، وربما نظرية ومؤامرة، وما قام به الشاب ستعرفونه حتما في هذه المقالة،

نظرية الوقت الشبحي

انتشرت في الآونة الأخيرة، وقبلها أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات عن أيام محذوفة من بعض السنوات الميلادية. الموضوع ليس بجديد، ولكن كلما عاد إلى الواجهة، عادت معه نظرية من نظريات المؤامرة. نظرية قد يعتقد الكثير منكم أنها أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، إلا أن روادها كثر، وهم مقتنعين تمام الاقتناع بصحتها، ستتعرفون أكثر عليها في سياق الحلقة. ولكن قبل هذا، دعونا نتعرف على أحد الأسباب الأساسية التي أدت إلى نشوء هذه النظرية، أعتقد أن العديد منكم قد مر بشكل أو بآخر على منشور يتحدث عن الأيام ال11 المفقودة من شهر سبتمبر. من العام 1752، وربما فعلا قام البعض منكم بالبحث على جوجل عن هذا التقويم، ووجد حقيقة الأمر والإجابة التي يبحث عنها الواقع، هذا الأمر حقيقي، وقد تحدث فعلا، بل أكثر من هذا، هذه الأيام لم تكن الوحيدة المفقودة، بل هي لم تكن المرة الأولى، كيف أنصتوا جيدا؟

تفاصيل القصة

تعود إلى فبراير من العام 1582، في هذا العام تم اعتماد التقويم. بدلا من التقويم اليوليان من قبل الكنيسة الكاثوليكية التقويم اليولياني، هذا كان معتمدا من العام 46 قبل الميلاد، واكتسب اسمه من اسم الشخص الذي وضعه وأقره يوليوس قيصر. بقي هذا التقويم معتمدا طيلة قرون طويلة ولكن هذا التقويم شهد الكثير من الخلل والأخطاء. أبرز هذه الأخطاء أنه وكنتيجة لخطأ حسابي مدته 11 دقيقة أضحت السنة الميلادية. أطول من السنة الشمسية أو الاستوائية كما تسمى ب11 دقيقة، مما أدى إلى انحراف هذا التقويم يوم واحد كل 128 سنة. هذا الانحراف أدى إلى أخطاء عديدة في حساب تاريخ عيد الفصح. فبحسب ما تم إقراره في مجمع نيقيا عام 325 ميلادي، فإن عيد الفصح يجب أن يقع في يوم الأحد الأول بعد اكتمال القمر الأول في الاعتدال الربيعي. إلا أن الخطأ لحسابي وما ترتب عليه جعل الأمر. بعضنا على الكنيسة، فعلت الأصوات مطالبة بإيجاد حل لهذه المعضلة، وبدأت المشاورات والاقتراحات منذ العام 1562 حتى العام 1582، وتحديدا في فبراير منه، في هذا العام، أقدم البابا جريجوري الثالث عشر على ما أطلق عليه ثورة بابوية، خرج التقويم الجريجوري إلى النور، التقويم الذي استند إلى اقتراحات. العالم الإيطالي الويجي ليليو، وبعض التعديلات من عالم الرياضيات والفلك كريستوفر كلافيوس أوجب حذف عشرة أيام من التقويم اليولياني لحل المشكلة. ولكن إذا كان الهدف من الأساس تثبيت الأيام وفقا للاعتدال الربيعي من أجل احتفالات عيد الفصح. إذا من المنطق أن يتم حذف الأيام ال10 من شهر مارس لإعادة الاعتدال الربيعي من 11 مارس. إلى الواحد وال20 منه. عيسى كان لها رأي آخر، فهي رفضت، رفض ا قاطع، ا حث الأيام من شهر مارس كي لا يتم تخطي أي احتفالات مسيحية كبرى، وكان رأي الجامع أن يتم حذف هذه الأيام من شهر أكتوبر، فتم بالفعل حذف عشرة أيام منه، فبات تقويم شهر أكتوبر من العام 1582 كالتالي 1 أكتوبر، 2 أكتوبر، 3 أكتوبر. 4 أكتوبر، ثم 15 أكتوبر إلى آخر الشهر، وهكذا تم حل المشكلة، وبات التقويم الجريجوري هو التقويم المعتمد منذ ذلك الوقت. وإلى يومنا هذا، ما وثقته المصادر التاريخية، أشار إلى أن الدول الأوروبية لم تعتمد كلها التقويم الجريجوري في نفس السنة، أولى الدول التي اعتمدت هذا التقويم كان فرنسا، إيطاليا، بولندا، البرتغال وإسبانيا، أما بريطانيا فلعتبارات سياسية ولإظهار تفوقها وعظمتها رفضت اعتماد التقويم الغريغوري واستمر الحال حتى العام 1750. في هذا العام تم تقديم التقويم الجديد إلى الإمبراطورية البريطانية. وبعد الكثير من المباحثات والنقاشات، تمت الموافقة على اعتماد التقويم الجريجوري، ولكن المشكلة كمنت في الفرق بين الدول التي اعتمدت تقويم مبكرا وبريطانيا، ولتوحيد التقويم وإلغاء الفروقات، تقرر أن يتم تصحيح الفارق بحذف 11 يوما. من شهر سبتمبر، فتوقف التقويم في سبتمبر من العام 1752، عند الثاني منهوعاد وأكمل في الرابع عشر منه، لتلتحق اليابان بالركب عام 1872، وتحذف 12 يوما من شهر ديسمبر، وتليها تركيا كآخر دولة اعتمدت تقويم الجريجوري، فبدأت باستعمال هذا التقويم في 1 من يناير من العام 1927.

إذا هناك فعلا أيام محذوفة عبر التاريخ، ولكن قبل أن نصل إلى الصدمة والجدل والإثارة. الذي لم تعرفونه بعد. هناك قصص طريفة تتعلق بهذه الواقعة، فعلى سبيل المثال البريطانيون في بداية الأمر اعتقدوا أن هذا التغيير وحذف الأيام أنقص من حياتهم 11 يوما، فأطلقوا حملة واسعة آنذاك وثقتها كتب التاريخ ورسومات الفنانين بعنوان. أو أعطونا أيامنا ال11، وفي كتاب للكاتب دبليو. إم. جاميسون معنون بي بيردرز، ميث آد، مونز أوف نورث ستافدشر، هناك قصة طريفة حول رجل يدعى وليام ولد أوف إندن. وهنا. أنصتوا جيدا، فستسمعون الآن حقيقة القصة التي طرحتها في المقدمة، هذا الرجل قام بوضع رهان مع سكان قريته بأنه يستطيع الرقص لا 12 يوما وليلة بشكل متواصل، وبالفعل بدء الرجل رقصه حول القرية في 2 من سبتمبر من العام 1752، وفي الصباح التالي والذي تأرخ بتاريخ 14 من سبتمبر. توقف الرجل عن الرقص، معلنا فوزه بالرهان، وطبعا بالمال المتعلق به، وسط ذهول أهل القرية، فهو فعلا، وبحسب التقويم الجديد، رقص ل12 يوم وليلة بشكل متواصل. هذا الرجل؟ أليس كذلك؟ أحداث حقيقية أرختها الوثائق التاريخية كانت سب