ستجد فى هذا المقال
خسائر كبيرة فى سوق البورصة الأمريكية ما السبب ؟
خسائر كبيرة فى سوق البورصة الأمريكية ما السبب ؟
تراجع حاد في البورصة الأمريكية: مؤشرات وول ستريت تواجه أسوأ أداء أسبوعي في 2025
شهدت الأسواق المالية الأمريكية موجة بيعية عنيفة بنهاية تعاملات الجمعة، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية خسائر يومية وأسبوعية كبيرة وسط مخاوف متجددة من تباطؤ النمو الاقتصادي وتصاعد التوترات الجيوسياسية. ويرصد التقرير التالي تفاصيل الأرقام، الأسباب الكامنة، وتداعيات هذا التراجع على المستويين المحلي والعالمي.
أداء المؤشرات الرئيسية:
- مؤشر داو جونز الصناعي:
- انخفض بنسبة 1.7% (750 نقطة) ليصل إلى 43,428 نقطة، مسجلًا خسائر أسبوعية تجاوزت 2.5%، وهو الأسوأ منذ سبتمبر 2023.
- مؤشر S&P 500:
- تراجع 1.7% (105 نقاط) إلى مستوى 5,613 نقطة، مع خسائر أسبوعية بلغت 1.6%، مدفوعة بهبوط قطاعي التكنولوجيا والطاقة.
- مؤشر ناسداك المركب:
- انكمش 2.2% (438 نقطة) إلى 19,524 نقطة، مُسجلًا خسائر أسبوعية بنسبة 2.5%، في ضغط واضح على أسهم التكنولوجيا العملاقة مثل “نفيديا” و”تسلا”.
العوامل المُحرّكة للتراجع:
- مخاوف التضخم المُستمرة:
- أصدرت وزارة العمل الأمريكية بيانات تُشير إلى ارتفاع مفاجئ في مؤشر أسعار المنتجين (PPI) بنسبة 0.5% شهريًا، مما عزّز تخوفات المستثمرين من إصرار البنك الفيدرالي على تأخير خفض أسعار الفائدة حتى 2025.
- تصعيد جيوسياسي في الشرق الأوسط:
- أثارت أنباء عن مواجهات عسكرية بين إيران وإسرائيل مخاوف من اضطراب إمدادات النفط العالمية، مما دفع أسعار الخام إلى ارتفاع حاد بلغ 3%، الأمر الذي يهدد بزيادة ضغوط التضخم.
- نتائج أرباح مُخيبة للآمال:
- أعلنت شركات مثل “جونسون آند جونسون” و”بروكتر آند غامبل” عن أرباح أقل من التوقعات، مع تحذيرات من انخفاض الطلب الاستهلاكي بسبب التضخم.
تحليلات الخبراء:
- جيروم باول، رئيس البنك الفيدرالي: أشار إلى أن “الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا، لكن التضخم العنيد يتطلب سياسة نقدية حذرة”.
- محللون من جولدمان ساكس: حذروا من أن مؤشر S&P 500 قد يشهد تصحيحًا بنسبة 10-15% إذا استمرت عوائد السندات الحكومية في الصعود، مع اقتراب عائد السندات العشرية من 4.6%.
- راي داليو، مؤسس بريدج ووتر: لفت إلى أن “الأسواق تُبالغ في تقدير قدرة الفيدرالي على تحقيق هبوط ناعم للاقتصاد دون ركود”.
مقارنة بأزمات سابقة:
- يُشبه التراجع الحالي موجة البيع التي شهدتها الأسواق في أكتوبر 2022، عندما ارتفعت عوائد السندات بشكل مفاجئ.
- لكن الخسائر الحالية أقل حدة من أزمة كوفيد-19 (مارس 2020)، حيث فقدت المؤشرات آنذاك نحو 30% من قيمتها في أسابيع.
تداعيات القطاعات:
- التكنولوجيا:
- الأكثر تضررًا (-3.1%) بسبب هبوط أسهم الشركات المعتمدة على الاقتراض مثل “أمازون” و”ميتا”.
- الطاقة:
- ارتفعت أسهم النفط (+2%) بسبب التوترات الجيوسياسية، لكن مخاوف الركود حدّت من المكاسب.
- المصارف:
- انخفضت أسهم البنوك الكبرى مثل “جيه بي مورجان” (-1.8%) مع توقعات بزيادة الديون المعدومة.
التأثير العالمي:
- انعكست الصدمة على الأسواس العالمية:
- أوروبا: هبط مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 1.9%.
- آسيا: تراجع نيكي الياباني 2.3% مع ارتفاع الين كملاذ آمن.
- الأسواق الناشئة: عانت البورصات الخليجية من خسائر متوسطة (-1.5%) بسبب هبوط أسعار النفط لاحقًا.
توقعات المستقبل:
- اجتماع الفيدرالي المقبل (مايو 2025):
- تُشير توقعات السوق إلى احتمال تثبيت سعر الفائدة عند 5.5%، مع إشارات لاستمرار السياسة الانكماشية.
- تقارير الأرباح القادمة:
- تُعتبر نتائج شركات مثل “أبل” و”مايكروسوفت” (المقررة الأسبوع المقبل) محكًا حاسمًا لاستعادة الثقة.
- مؤشرات اقتصادية:
- سيتم التركيز على بيانات مبيعات التجزئة ومؤشر ثقة المستهلك لقياس صحة الاقتصاد.
نصائح للمستثمرين:
- التحوط من المخاطر: زيادة توزيع المحفظة على الذهب والسندات الحكومية كملاذات آمنة.
- الشراء الانتقائي: استهداف أسهم القطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية والسلع الأساسية.
- مراقبة السيولة: مع ارتفاع التقلبات، يُنصح بالاحتفاظ بنسبة سيولة عالية لاغتنام فرص الشراء عند القيعان.
أخيراً:
التراجع الحاد يعكس حالة من “الذعر المحدود” في الأسواق، لكنه قد يمثل فرصة للمستثمرين طويلي الأجل لشراء أصول مُقيمة بأسعار جذابة. مع ذلك، يُنصح بالحذر في الأشهر القادمة مع استمرار عدم اليقين المحليّ والعالمي.